الصحيح والمعتل
تقسيم الفعل
إلى صحيح ومعتل يرجع إلى نوع الحروف التى يتكون منها الفعل. والمعروف أن علماء
العربية قسموا الحروف إلى حروف صحيحة وحروف علة.
ولقد نشير عليك
هنا أن تدرس ما يقدمه الدرس الصوتى الحديث من تقسيم الأصوات إلى صوت صامت Gonsonant وصوت صائب Vowel ولسنا هنا
بصدد دراسة هذا التقسيم ، لكننا نزعم أن مثل هذه الدراسة جديرة بأن تعينك على فهم
بنية الكلمة العربية فهما صحيحا (1).
المهم عندنا
الآن أن الألف والواو والياء حروف علة ، وما عداها حروف صحيحة.
والفعل الصحيح
هو الذى تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة وهو ينقسم إلى سالم ومضعف ومهموز.
* أما
الفعل الصحيح السالم فهو الذى تخلو أصوله من الهمزة والتضعيف مثل : كتب ـ فهم.
* وأما
الفعل المضعف فهو نوعان :
أ ـ مضعف
الثلاثى ومزيده ، وهو أن تكون عينه ولامه من جنس واحد مثل :
__________________
(1) ارجع فى هذا إلي
كتاب الدكتور إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية ، وكتاب الدكتور محمود السعران : علم
اللغة.
مدّ ـ استمدّ
مرّ ـ استمرّ
لمّ ـ ألمّ
ب ـ مضعف
الرباعى ومزيده ، وهو أن يكون فاؤه ولامه الأولى من جنس وعينه ولامه الثانية من
جنس ، مثل :
رجرج ـ ترجرج
زلزل ـ تزلزل
* وأما الفعل
المهموز فهو أن يكون أحد أصوله همزة ، سواء كانت فاء أم عينا أم لاما ، مثل :
أكل ـ سأل ـ
قرأ
ب ـ الفعل المعتل
من الواضح إذن
أن الفعل المعتل هو ما يكون أحد أحرفه الأصلية حرف علة ، وهو أربعة أقسام :
1 ـ
المثال : وهو ما كانت
فاؤه حرف علة ، والأغلب أن يكون واوا وقد يكون ياء ، مثل :
وجد ـ وعد ـ
وصف ـ يبس ـ يئس.
2 ـ الأجوف : وهو ما كانت عينه حرف علة ، مثل :
قال ـ باع ـ
سار ـ دار
3 ـ الناقص : وهو ما كانت لامه حرف عله ، مثل :
سعى ـ مشى ـ
دعا
4 ـ
اللفيف : وهو ما كان
فيه حرفا علة ، وينقسم قسمين :
أ ـ لفيف مفروق
، وهو أن تكون فاؤه ولامه حرفى علة ، أى يفرق بينهما حرف صحيح ، مثل :
وشى ـ وعى ـ
ولي
ب ـ لفيف مقرون
، وهو أن تكون عينه ولامه حرفي علة ، أى أنهما مقترنان ، مثل :
كوى ـ عوى ـ
قؤى
ملحوظة
: عند التطبيق
يجب أن تجرد الفعل من زوائده لتعرف نوعه ، لأن التقسيم السابق مبنى على الأحرف
الأصول كما ذكرنا. فمثلا الفعل : لاكم فعل صحيح لأن أصوله (لكم) تخلو من أحرف
العلة ، والفعل (اتّخذ) فعل صحيح مهموز لأن أصوله (أخذ) ، والفعل (اتعد) فعل مثال
لأن أصوله (وعد) ، أى أن فاءه حرف علة.
* * *
تدريب :
بين نوع الصحيح
والمعتل من الأفعال الواردة فى الآية الكريمة الآتية :
(وَأَنْزَلْنا
إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ
وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ
أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ. لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً
وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ
لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ. إِلَى اللهِ
مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).